السبت، 21 يوليو 2012

من يوميات (كيطان)


بقلم : محمد سالم ولد بيدده
ما أجمل أن تعيش في واحات النخيل طيلة حياتك  ولا سيما إذا كانت تلك الواحات السامقة شامخة شموخ أهلها في الكرم و حسن الضيافة فقرى  الضيفان شعارهم و التكافل الاجتماعي مبدأهم وحسن السمعة هدفهم تلك هي ولاية آدرار الجميلة ولاية السياحة و النخيل واللطافة والجمال بكل مقاييسه و أثناء العطلة الصيفية(الكيطنه) يصطحب الجمال روعة تنسيك متاعب الحياة و معاناتها حيث لا صخب ولا نصب هكذا يجب أن تعيش بعيدا عن قاذورات  و أدران الحياة فتعيش جميل النفس خالي البال  
     فالذي نفسه بغير جمال     لا يري في الوجود شيء جميلا
فولاية آدرار هذه لا يخلوا واديا من وديانها من حكايات جمالية تنسيك في الأودية  الأخرى وموسم (الكيطنة) له تداعياته على هذه الولاية سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية حيث يعتبر هذا الموسم موسم لقاءات بين أهالي الأودية من طلاب كانوا يمتهنون التحصيل العلمي طيلة السنة الدراسية وعمال كانوا يبحثون عن لقمة عيشهم في المدينة و أهالي البلدة القاطنين بها فيبدأ المشوار الذي هو عبارة عن  رحلة عبر عالم من الاسترخاء و الاستجمام بكل معانيه
تستيقظ في الصباح علي هدوء  ولطافة النسيم الغربي فتحن إلى ذلك الروح اللطيف الذي يتراءى لك في داخل الواحة و الذي يجب أن تأخذ منه قسطا قبل أ يختفي منبئا بارتفاع درجة الحرارة ة وللاستفادة من أوقات البرودة يتوجب عليك أن تحمل معك بعض الأواني علي جناح السرعة لتجني ثمارا انتظرته أياما و أيام ،وعندما تعود إلي البيت تلامسك المحبة في وجوه أهله من نساء يتعاطين كؤوس الشاي مرحبين بالقادم الذي يرون أنه ممتلئ الإياب و الأطفال أيضا يبحثون منذ ساعات الصباح الأولى عن ذالك الإنسان الذي يمثل لهم فرحة عارمة بعد حين ، ويبدأ حديث الشاي بما وقع البارحة في تلك القرية فينسيك المزج بين الحديث و الشاي بداية ارتفاع درجة  الحرارة التي ستتذكرها بعد حين .
وفي المساء يختلف الناس باختلاف  هواياتهم فينقسمون إلى عدة فرق على الألعاب الترفيهية فترى البعض يخط  (ظامه) و البعض يلعب كرة القدم و البعض ينظم سباقات في الرماية أوالكرة الحديدية ....إلخ  و آخرون دون ذالك أكتفوا بالاستجمام والراحة  تحت واحات النخيل قبل غروب الشمس بقليل حيث تأخذ الواحات جمالا على جمالها الأصلي
فما إن يسدل الليل  ستاره حتى تبدأ حركة دائمة بعض الشباب يقيم  أماسي ثقافية فيشاركه الجمهور  بحماس  وإقبال كبيران  فيما يفضل البعض الذهاب إلي  الطرب على الآلة التقليدية ( أجركان ) فتسمع هنالك السجال بين البداعة و المغنين ، أما بعض الأطفال الصغار فكثيرا ما يقع اختيارهم على البقاء مع الكبار ليذكروا لهم بعض الحكايات القديمة وليعلموهم الأحاجي و الألغاز
 فأنت عندما تأخذ عطلة صيفية في آدرار يبقى عليك فقط أن تختار فئتك العمرية وهوايتك الشخصية و لا بد أنك ستجد كل ماتريد و ستجد أيضا أنك أصبحت في قبضة ( الكيطنه) والتي تقول مقولتها المشهورة (( سلموا لي على من لا يعرفني أما من يعرفني فإنه آت لا محالة ))أو كما يحكي البعض على لسانها.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.