الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

ولاية آدرار ...وأيام المقاومة

بقلم:محمد سالم ولد بيدده

كان لولاية آدرارفي مجال المقاومة نصيب الأسد في سد الطريق أمام الاحتلال الفرنسي ومقاومته ثقافيا وعسكريا فكان شيوخ القبائل ووجهاءها يبتعدون عن الاحتكاك بالاحتلال محافظين بذالك على وجه كراهيته ولو كان ذالك على حساب الاستفادة العامة-كالتعليم مثلا-لأنهم يريدون تربية أبنائهم تربية تتماشى مع أخلاقهم وقيمهم الإسلامية ‘فرغم أن المستعمر دخل البلاد من الجنوب في بدايات القرن التاسع عشر إلا أن أبناء ولاية آدرار أبوا إلا أن يساهموا في رد العدو عند إنبائهم بدخوله المناطق الجنوبية فأعدت مجموعة من الرجال –برئاسة سيد ولد ملاي الزين –العدة و العتاد منطلقين من نواحي [أمحيرث] وقاصدين تجكجة بهدف القضاء على أول قائد فرنسي تطأ قدماه أرض موريتانيا ليتم لهم ما أرادوا بعد أصولهم إلى تجكجة ‘ويعد موت كبلاني أروع حادثة وقعت للجيش الفرنسي في جنوب إفريقيا خلال تلك الأيام.
وبعد ذالك ولما دخل المستعمر ولاية آدرار سنة1908 1908 بدأت المقاومة الشرسة ففي يوم 31 سبتمبر1908م بدأت معركة[ أماطيل] والتي أستشهد خلالها 16 مقاوما وقتل 11جنديا من الجيش الفرنسي ليتجدد اللقاء بعد أيام في وقعة [حمدون]وفي يوم 28يوليو1909م التقى الجيش الفرنسي بجناح آخر من المقاومة الوطنية بقيادة الولي ولد الشيخ ماء العينين في [أكصيرالطرشان] راح ضحية هذه المعركة 2من الاحتلال وأستشهد 3مقاومين ‘وفي سنة 1920م تمت وقعة [تنغراده]بقيادة وجاه ولد الشيخ محمد فاضل ‘وفي 28 نفمبر1923م وقعة [أم آغوابه] قتل فيها من الجيش الفرنسي 44جنديا ‘وفي سنة 1924م كانت وقعة [آغوينيت]قتل خلالها 4 مجندين من قوات الاحتلال وأنسحب المقاومون غير أن جيش الاحتلال أدركهم يوم 5 مايو من تلك السنة عند [أكديات أرميثات] حيث أستشهد القائد وجاه ولد أعل الشيخ ولد محمد فاضل‘وفي تلك الظرفية كان يوم [حفرة وادان] أستشهد فيه عدد من المقاومين من بينهم محمد الأمين ولد آفرييط وقتل من جيش الاحتلال 30 جنديا وهنالك معارك لم نقف على حقائقها ومنها:يوم تيفجار ‘عين أهل الطايع ‘توجنين‘أم أتويكدات ‘آزويكه ....الخ وهنالك كثير من المناوشات لم نتأكد من أوقوعها والوقت لا يسمح بالبحث عنها‘فولاية آدرار قاسية و من طبيعتها الصخرية انسياب طبائع أبنائها.
يقول جيليه في كتابه التوغل في موريتانيا [[وأخيرا الفترة الثالثة تبدأ من سنة 1902إلى1910م وهي مرحلة التوغل الحقيقي بالمعنى الصحيح للغزو‘وتنتهي هذه المرحلة بالاحتلال النهائي للبلاد من الضفة اليمنى للنهر إلى ما وراء المرتفعات الصخرية لآدرار التمر ‘إلا أننا واجهنا عقبات في الشمال حيث الشعوب المتمردة و التي ليس لنا عليها سلطان فعال]].
وتعد مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار إحدى أعظم قلاع المقاومة وبعد إستلاء المستعمر عليها وتمركزه بها  قام ببناء أول بناية إدارية تسمى قديما [جتاتب]مقر حاكم المقاطعة حاليا وكان ذالك حوالي 1915م وكان أول والي لولاية آدرار هو:ماموني ولد المختار ولد أمبارك إداري:1969-1971م،وتتميز ولاية آدرار حتى اليوم بطابعها العسكري وكان أول قائد عسكري فيها أمبارك ولد محمد بونه1960م حسب لقاءات أجريناها مع بعض وجهاء ومؤرخي المدينة.



                                              بقلم:محمد سالم ولد بيدده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.