الأربعاء، 9 مايو 2012

وزارة الأمعاء الفارغة


بقلم الأستاذ : مولاي ولد محمد ( أطار)
من المهنية أن لا نتغاضى عن التعليم الثانوي ، و هو يتهاوى بفعل فاعل ومفعول به ، و من مكارم الأخلاق التمثل أن الساكت عن الحق شيطان أخرس ، و من باب رد الجميل للذين يضحون بوقتهم و كفاءاتهم و يواجهون صلف وزارة التجويع بأمعاء خاوية أصلا ، و من الواجب علينا إن لم يكن سنة أن نزيل السراب العالق في الأذهان و ننبه إلى ما يحاك للتعليم من أستاذ كان تلاميذه أحق به من إدارة أساتذة كانوا في غنى عنه ، فنحن  أسرة التعليم و قبيلة الأساتذة و معشر المستضعفين في الأرض نكابد عناء مهنة تمثل الإسمنت  لبناء أي مجتمع سليم و هذا لا يختلف عليه عاقلان كوزير الدولة و دولة الرئيس ، فالأول يرى أن الوضع من حسن إلى أحسن ، و الثاني يرى أن التعليم فاسد و مخرجاته لا تناسب السوق ، مع العلم أن الاعتراف بالمرض خطوة نحو الشفاء و لكن الارتجال و التلبيس يجرنا و معاليهم إلى الهاوية ، فوزارتنا بوزارتها الثلاث شكلت عمليا مثلثا للجوع ، و نظريا مثلثا لأمل طال انتظاره و لا حياة لمن تنادي ، أو هي صيحة في واد ، و لهذا و أكثر فالتعليم الثانوي يشله الإضراب و الإضراب يا من يجهل و يتجاهل الإضراب هو أرقي وسيلة حقوقية للتعبير عن الحقوق الضائعة ، فهل سمعت بقانون يعاقب على ممارسة الحق ، و لا عذر لأحد في جهل القانون لكن أمنا الحنون تمنع الطعام أبناءها فقد أزعجها صراخ الجوع ، فتمارس القتل بدافع الشفقة و ترفض الكلام أثناء التعبير و كأنه حوار الطرشان .
أمنا الحنون (وزارة الأمعاء الفارغة ) تعلم أن راتب الأستاذ الحاصل على المتريز في متوسطه " 85000" ألف أوقية فهل هذه تطعمه في ظل أرتفاع الأسعار و تأويه في ظل انعدام السكن و هل تسمح له بتأسيس بيت قويم أو تفتح مجال المعرفة في ظل تسارعها ، بل إن حالته هذه توقفه على حافة الجنون وهو ينظر إلى أفلاذ كبده محرومون من حياة طبيعية و عادية ، و من الطرافة المبكية ذكر أن المخصصات العائلية لا تعطي للطفل أكثر من 500 أوقية للشهر منذ السبعيناب يوم كان للعملة قيمتها و كأن أمنا الحنون تخالف الحديث القائل بالتناسل لتتبنى نظرية مالتوس في تحديد النسل ، فلا أهمية لأبنائكم سادة أساتذة التعليم العام ، فسيادة الوزير يعلم أبناءه في المدارس الخاصة ، فأساتذة التعليم العام مضربون و هو لا يفاوض المضربين مع العلم أنهم يشهرون إضرابهم قبل بدئه بشهر فالتجويع إذن أفضل سلاح بذيء يستخدمه الجبناء الذين لا يقدرون على مواجهة الظروف كالرجال بل يمكن استخدام الدين في مسرحية هزلية فمن فرط شغف وزيرنا بنا أنه  ينوء بنا عن أكل الحرام ، فخيل للبعض أنها كلمة حق أريد بها باطل ، و بداهة كلمة باطل أريد بها إبطال حق ، لأن الخدمة التي ينوء بها كاهل المدرس و الطبيب و رجل الأمن و العدالة من السخافة أن نقدرها بثمن و من الباطل أن نساوم عليها ، و من ينظر في كشف الراتب لا يجد من العلاوات الهزيلة ما يمكن التطفل عليه بالقطع سوى علاوة التحفيز التي لا تزيد على "9000 " أوقية ، و من باب المحاجّة الغبية مثلا لماذا لا نقطع الرواتب في العطل ، ألا يكفي ضحكا و استهتارا من أمنا الحنون أن علاوة الطبشور لا تصرف طيلة السنة ، و كأن السموم التي تنفذها تأخذها هي الأخرى عطلة صيفية ، من الواضح أن وزارتنا تتخذ سياسة الأمعاء الفارغة ولي الذراع و التهميش ، و من الغرابة أن أستاذا من تعهد إفساد التعليم و زج بنفسه في مهاترات و غمز من تحت الطاولة و تلاعب بحقوق أطفال و نساء و هو من أسس لإفساد مستقبل الأجيال راكبا رأسه برفض التعامل مع الأسرة التربوية مشكلا جيشا أمنيا في ساحة تربوية و ينام قرير العين ، لكن يا وزيرنا الحبيب في ركن قصي من كل ساحة تربوية يوجد شرفاء يؤمنون بانتزاع الحقوق لا استجداءها و يضحون بأنفسهم بكل طيب خاطر بل يشتعلون ليضيئوا للآخرين دربهم ، و شدة الضغط تزيد الإصرار ، وهم الأكثرية و إن استضعفتموهم ، و من المتجاوز أن الحق يقوى بالحق ،  و ينال بالإصرار فمعرفة الحقوق ثقافة و ممارسة الإضراب شرف ، و الجبن و التقاعس عار و التاريخ لا يرحم ، فلا نامت أعين الجبناء.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.