الأربعاء، 25 أبريل 2012

وضع الساسة في خطر


محمدسالم ولد بيدده

تمر موريتانيا هذه الأيام بتجاذبات سياسية واسعة النطاق ولدت لدى المواطنين إحساسا لامثيل له بضعف مسؤولية الساسة وانزوائهم عن طريق البناء ،وبدأت تدخل منعطفا  حاسما في تاريخ السياسة الموريتانية هذه الحساسيات التي بدأت من البرلمان ونزلت إلى الشارع كما تناولتها وسائل الإعلام الوطنية والدولية :تبادل الشتائم ،الاشتباك بالأيدي تارة إنها مشكلة النخبة السياسية من مختلف الأجناس والأعمار يجب أن نحكم الضمير الوطني وأن يسعى كل من جانبه إلى هدف واحد هو بناء موريتانيا بأخلاق شنقيطية تأبى الرذيلة والخذلان ،كفانا حبا لأنفسنا على حساب الآخرين ،كفا جعجعة ليست لها طحين ،فرقتنا السياسة ولن تجمعنا هذه الساسة بعقلياتها الحالية
يتساءل الكثيرون اليوم عن مصير أرض المنارة والرباط أرض الشعراء والعلماء لذلك كان حري بنا أن تكون لدينا أفكار بناءة وأحكام تعصمنا من كل هذه الإنزلاقات ألا أخلاقية ،كل يكشر في وجه صاحبه يتبادلون الاتهامات والشتائم ،كل يحاول استخدام نفوذه ضد الآخر ورغم ذلك نحن في دولة إسلامية بحته ولكن يجب أن نتذكر قولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهورة ((نحن أمة أعزنا الله بهذا الدين ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ))فأين موقف الشريعة من كل هذه الترهات ؟أم أننا ضربنا بالشريعة عرض الحائط وفضلنا القانون؟ قوانيننا هي القبلية والجهوية والمحسوبية  وربما طبق القانون على أقليات لم يجدوا من ينفس كربهم ،أما من له نفوذ أو معرفة واسعة فذلك يكفيه لتخطي القانون
ومن الملاحظ أن الطبقة السياسية الحالية لا تبحث سوى عن مصالحها الخاصة (كلهم إحوش النار أل كسرة) حتى قلنا ليتها طابت ، وبلغت بنا السخرية أن يصدر بعض أحزابنا بيانات رسمية يحتج من خلالها على عبارات من قبيل :مناضلينا الشرفاء والحرائر ترد على لسان رؤساء أحزاب آخرين ، ويأتي هذا البيان بعد انتهاء جلسة خصصها رئيس الجمهورية للشعراء والكتاب الموريتانيين قال رئيسهم أن حديثهم معه كان شيقا يفهمه الشعراء بعد الهدنة التي كانت بين الرئاسة والشعراء
ولذا يجب على طبقتنا السياسية أن تتحرج من الكلام وأن تشتغل على لغة الإشارة لأن التعليم التقني يتناسب أكثر مع الإشارة أما التعليم الأدبي والإسلامي فقد أفسدا علينا هذه الدولة ولم يساهما بشكل أو بآخر في تهذيب أساطين سياستنا السقيمة
ومن هنا فعلى أبناء موريتانيا ومثقفوها أن يقفوا وقفة رجل واحد من أجل مصلحة بلدنا الحبيب والحفاظ على هويته ومرتكزا ته ،والابتعاد عن النعرات الحزبية والقبلية والجهوية فالهدف من السياسة هو الرقي بالمجتمعات وترسيخ الثوابت الديمقراطية للدولة وإشاعة روح الوطنية لدى المواطنين وهذا لعمري على العكس - إلا ما رحم ربك -  مع ما تقوم بيه  الطبقة السياسية السائدة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.