الثلاثاء، 5 فبراير 2013

لمرابط رانك ضليت....الرقصة المفتراة

بقلم: محمد سالم ولد بيدده

يعد مهرجان المدن القديمة جس لنبض الحضارة الشنقيطية الأصيلة وترجمان لحكاية بداياتها النبيلة برأي وبحسب ما اتفق عليه القيمون على هذا المهرجان الذي كلف ميزانية  الدولة أموالا طائلة وكان الإقبال عليه من طرف الشخصيات الاعتبارية في البلد والباحثين والإعلاميين لافتا
ولذا كان من اللازم مراعاة كل ما سيعرض خلاله هذا المهرجان لمعايير الجودة والموضوعية والقيمة الفكرية سواء كان من المنتوجات التقليدية أو النصوص الشعرية أو المسرحية
ومما استوقفني خلال هذه العروض هو رقصة فلكلورية تسمى" لمرابط رانك ضليت"ظهر خلالها إمام يرقص ويتمايل أثناء صلاته عرضت في النسخة الأخيرة من هذا المهرجان في تيشيت ، فأين هذه الرقصة من إحياء التراث وخاصة إذا كان هذا التراث هو تراث أرض الأئمة والعلماء
إن أول ما يتبادر إلى ذهن المشاهد لهذه الأضحوكة في مهرجان من هذا الحجم هو أن المرابطين كانوا يرقصون بهذه الطريقة أثناء صلاتهم و أن تلامذتهم كانوا يركزون على (العيش) أكثر من تركيزهم على الدراسة وهذا لعمري افتراء وكذب على شيوخنا و أئمتنا ووصفهم بعدم الورع الذي من اللازم  التورع منه لأن إظهار قيمنا الناصعة كان أحرى فكيف بمن يريد طمس وإخماد   هذه القيم السمحة النبيلة وذلك الورع المتجذر في أعماق الإيمان متغذيا بنفحات الإحسان
فيجب على إدارة المهرجان إلغاء هذا النوع من الأفكار الشيطانية و خاصة أنه أثناء بث مباشر عبر الشاشات التلفزيونية الصغيرة في كافة أنحاء العالم فإن كانت وزارة الثقافة لا تتوفر سوى على هذه الرقصة أو رقصة (شرتات لاه يوكن)فلتعرض (شرتات لاه يوكن) للمرة الثالثة خلال النسخ الثلاثة بل في  كافة  النسخ والمهرجانات والأسابيع الثقافية القادمة
وبوصفي ناشطا في المجال الثقافي والشبابي والإعلامي في ولاية آدرار فإنني أشجب وأندد بشدة بهذا النوع من العروض الدخيلة على أفكارنا ولست الوحيد الذي تنكر لممثلي هذه الولاية – المسرحيين -  وأعتبر هذه المشاركة إساءة في حق ولايتنا الشامخة منطلق ومهد دولة المرابطين و أرض العلماء
ومن هنا أوجه رسالة إلى ممثلي (لمرابط عس أعل دينك) أو(لمرابط رانك ضليت) أن الضال بعيد هو من يمثل شيوخ المحاظر بأرض شنقيط بالراقصين والعكس صحيح
أما عن فن المسرح فهو من أرقى لغات الخطاب المتعامل بها اليوم في المحيط الثقافي والأدبي ولذا يجب على حملة لواء هذا الفن العظيم الحفاظ عليه من خلال إفراز نخبة مسلحة بثقافة حية ، وبغض النظر عما إذا كانت هذه الأضحوكة عن عمد أو جهل فإنه على كل مسرحي فهم رسالته المنوطة به دون أن يتحول إلى مهرج هدفه الوحيد أن يضحك المشاهد ولو بالكذب على أئمة دستوره وشريعته
ونشير إلى أن الهدف من كتابة هذا المقال ليس توبيخا لمجموعة معينة ولا تشويها لسمعتهم وإنما تنبيها على ضرورة الانتباه لهذا النوع من الأمور التي تدخل في مجال تدنيس ديننا ومقدساته، فأنا لي اتصالات وعلاقات وطيدة بالشباب الذين مثلوا الولاية في مهرجان تيشيت إلى حد أنهم اتصلوا بي أثناء المهرجان وطلبوا مني عرض مسرحية من إعدادي قد سبق لي أن قدمتها وفازت بالمرتبة الأولى في الأسبوع الثقافي الصيفي للولاية 2011 تعالج بعض الأمراض الاجتماعية (التدخين-السيدا-المخدرات....ألخ) وقد وافقت على ذلك و أنا معهم في كل ما من شأنه أن يخدم شريحة الشباب بشكل خاص والبلد بشكل عام
لكنني سأظل بإذن الله وقافا ضد ما لا أطمإن إليه بغض النظر عن علاقتي بمرتكبيه ولكن الباب مفتوح لتبادل الآراء حول أي قضية سطرت عنها فرأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.